📁 آخر ما نشر

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

 العادات السبع للناس الأكثر فعالية

العادات

الية، هو كتاب شهير للمؤلف ستيفن كوفي، ويُعد واحداً من الكتب الأكثر تأثيراً في مجال تطوير الذات. يركز الكتاب على كيفية تحسين
 الفعالية الشخصية من خلال تغيير العادات العقلية والسلوكية. إليك ملخصًا تفصيليًا للعادات السبع التي يتناولها الكتاب:

العادة الأُولَى. : كن مبادرًا، (Be Proactive).

- هذه العادة تدعو إلى التحكم بالذات وعدم السماح للظروف الخارجية أو الظروف السلبية بالتأثير على التصرفات أو القرارات.
- ينصح كوفي بأن يكون الشخص مبادرًا، ويختار رد فعله تجاه الأحداث من خلال التركيز على دائرة التأثير بدلًا من التركيز على الأمور الخارجة عن سيطرته.
- الفكرة الرئيسية هي أن تكون استباقيًا في صنع الخيارات والقرارات، وأن تتحمل المسؤولية الشخصية عنها.

العادة الثانية. : ابدأ والغاية في ذهنك (Begin with the End in Mind).

- هذه العادة تتعلق بضرورة تحديد الأهداف الشخصية بوضوح قبل البدء في أي عمل. يجب أن يكون لديك رؤية واضحة للمستقبل.
- يشجع كوفي على تحديد أهداف بناءً على مبادئ وقيم شخصية ثابتة، بدلاً من التأثر بالتوقعات الخارجية.
- وضعُ خُطةٍ طويلة المدى والتركيز على الصورة الكبيرة، تساعد في توجيه الحياة المهنية والشخصية نحو النجاح المطلوب.

العادة الثالثة. : ضع الأهم أولاً (Put First Things First).

- هذه العادة تتعلق بضرورة إدارة الوقت وتحديد الأولويات. عليك أن تركز على الأنشطة التي تساهم في تحقيق أهدافك طويلة المدى.
- كوفي يقدم مفهوم إدارة الذات الذي يعتمد على وضع الأشياء المهمة قبل الأمور العاجلة غير المهمة.
- استخدام مصفوفة إدارة الوقت (التي تتضمن أربعة مربعات بناءً على العاجل والمهم) يساعد في تنظيم الأولويات وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

العادة الرابعة: فكر في المكسب المتبادل (Think Win-Win).

- تُشَجِّعُ هذه العادةُ على التعاون بدلاً من التنافس. الفكرة هي إيجاد حلول تتيح لجميع الأطراف تحقيق النجاح والربح المتبادل.
- ينصح كوفي بتبني عقلية الوَفْرة، حيث يكون هناك ما يكفي للجميع، بدلاً من عقلية النُدرة التي تفترض أن الربح لأحدهم يأتي على حساب خسارةِ الآخر.
- يتطلب ذلك احترام الآخرين والسعي إلى بناء علاقات قائمة على الثقة والاحترام.

العادة الخامسة: اسعَ أولاً إلى الفهم، ثم إلى أن تُفهم (Seek First to Understand, Then to Be Understood).

- هذه العادة تتعلق بمهارات الاتصال الفعّال، حيث ينصح كوفي بالتركيز أولاً على الاستماع الجيد وفهم وجهة نظر الآخرين قبل محاولة التعبير عن وجهة نظرك.
- الاستماع بتعاطف وسعي جاد لفهم الآخر يعزز العلاقات ويزيد من فرص الوصول إلى حلول متفق عليها.
- هذا المبدأ يمكن أن يحسن التفاهم في العلاقات الشخصية والمهنية على حد سواء.

العادة السادسة. : التآزر (Synergize).

- التآزر يعني التعاون الخلاق بين الأفراد لتحقيق نتائج تفوق ما يمكن لأي فرد تحقيقَهُ بمفرده.
- يعتمد التآزر على احترام التنوع في الآراء والأفكار والقدرات، واستخدام هذه الفروقات للوصول إلى حلول مبتكرة.
- يمكن من خلال العمل الجماعي تحقيق نتائج أفضل بفضل تفاعل الأفكار والإمكانيات.

العادة السابعة: اشحذ المنشار (Sharpen the Saw).

- هذه العادة تتعلق بضرورة تجديد الذات، من خلال الاهتمام بالأبعاد الأربعة الأساسية للحياة: البدنية، والعقلية، والروحية، والاجتماعية.
- ينصح كوفي بضرورة التوازن بين هذه الأبعاد للحفاظ على الفعالية على المدى الطويل. يشمل ذلك ممارسة الرياضة، التعلم المستمر، التأمل، وبناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية.
- تحسين الذات بانتظام يسهم في تعزيز الإنتاجية والحفاظ على الطاقة والحماس لتحقيق الأهداف.

الملخص العام.

الكتاب يدعو إلى التغيير من الداخل إلى الخارج، بمعنى أن التحول الفعلي يبدأ من تحسين الذات والتغيير الشخصي الداخلي. لتحقيق الفعالية، يجب على الأفراد التركيز أولاً على عاداتهم ومعتقداتهم وقيمهم، بدلاً من محاولة تغيير العالم الخارجي.

العادات الثلاث الأولى (العادة مِنْ 1 إلى 3) تتعلق بـالاستقلالية الشخصية. :

كيف تصبح أكثر فعالية عبر تطوير التحكم الذاتي.
كيف تضع هدفًا شخصيًا يوجه حياتك.

كيفَ تُديرُ وقتكَ وتركِّز على الأهم.
أما العادات الثلاث التالية (العادة مِنْ أربعة إلى 6) فتتعلق بـالتأثير التفاعلي، أو العمل مع الآخرين لتحقيق الفعالية المشتركة. وهي تتناول التعاون والشراكة والتواصل.
وأخيرًا، العادة السابعة تدعو إلى التجديد المستمر لضمان استمرار الفعالية وتحسين الذات على مدى الحياة.
العادات كمسار للتطور الشخصي. :
الكتاب يركز على العادات لأنها تشكل القاعدة الأساسية لأي تغيير. هذه العادات ليست مجرد تصرفات تلقائية، بل هي قرارات متكررة، تتحكم في كيفية تعاملنا مع التحديات والفرص.

مثال. :

العادة الأولى: كن مبادرًا. إنها تدعوك لأن تكون مسؤولًا عن حياتك، وألا تنتظر الفرص أو الحلول تأتي إليك. الفعالية تبدأ من اختياراتك اليومية وكيفية استجابتك للأمور.

الانتقال من الاعتماد إلى الاستقلال ثم إلى التعاون. :

وفقًا لستيفن كوفي، كل شخص يمر بمراحل ثلاث:
الاعتماد (Dependence): حيث يعتمد على الآخرين في اتخاذ القرارات وتحقيق النتائج.
الاستقلال (Independence): حيث يصبح الشخص قادرًا على اتخاذ القرارات بمفرده وتحقيق الأهداف بدون الاعتماد على الآخرين.
التعاون (Interdependence): المرحلة النهائية والأكثر فعالية، حيث يتعلم الشخص العمل مع الآخرين لتحقيق نتائج أكبر وأفضل مما يمكن أن يحققه بمفرده.

الفعالية ليست مجرد إنتاجية. :

كوفي يفرق بين الفعالية الحقيقية وبين مجرد الإنجاز السريع أو العمل المتواصل. الفعالية تعني تحقيق التوازن بين الأهداف الشخصية والعلاقات والراحة النفسية. الكتاب لا يشجع على الإفراط في العمل، بل يركز على إدارة الأولويات بشكل حكيم لتحقيق ما هو مهم وليس مجرد ما هو عاجل.
على سبيل المثال، العادة الثالثة "ضع الأهم أولاً" تركز على القيام بالأمور ذات التأثير الأكبر على الأهداف طويلة المدى، وليس فقط الأمور العاجلة التي قد تبدو مهمة لكنها لا تخدم الأهداف الكبرى.

العلاقة مع الآخرين. :

الفعالية لا تقتصر على النجاح الشخصي فقط، بل على النجاح في التعامل مع الآخرين. العادات المتعلقة بالتفاعل مع الآخرين تركز على بناء علاقات صحية وفعالة مع الآخرين.
العادة الرابعة "فكر في المكسب المتبادل" تعزز الفكرة أن الفعالية تأتي من إيجاد حلول يستفيد منها الجميع، وليس أن ينجح أحد على حساب الآخر. الفكرة هي تحقيق الربح المشترك في العلاقات، سواء كانت في العمل أو الحياة الشخصية.
العادة الخامسة، "إسْعَ أولًا إلى الفهم، ثم إلى أن تُفهم" رَكِّز على الاستماع الفعّال وفهم الآخرين قبل محاولة إقناعهم بوجهة نظرك. هذا يعزز التواصل الفعّال ويقلل من النزاعات.

التآزر. : القوة في التنوع. :

العادة السادسة "التآزر" تتعلق بالقدرة على العمل الجماعي والاستفادة من التنوع في الأفكار والآراء. كوفي يرى أن التعاون الخلاق بين الأفراد يمكن أن يُوَلِّدَ حلولًا مبتكرة لم تكن ممكنة إذا عمل كل شخص بمفرده. بمعنى أن التآزر يمكن أن يُنتج شيئًا أكبر من مجموع الأجزاء.

التجديد الدائم. :

العادة السابعة "اشحذ المنشار" تدعو إلى التجديد المستمر، سواء كان ذلك تجديدًا جسديًا، عقليًا، روحيًا أو اجتماعيًا. هذه العادة تؤكد أن الفعالية لا يمكن أن تدوم إذا لم يستمر الشخص في تطوير نفسه والاعتناء بجميع جوانب حياته. بدون هذا التجديد، ستَضْعَفُ الفعالية مع الوقت.

الترابط بين العادات:

العادات السبع مترابطة بشكل وثيق، وكل واحدة تعتمد على الأخرى. على سبيل المثال، لا يمكن تحقيق التآزر، بدون القدرة على التفكير في المكسب المتبادل وفهم الآخرين.
العادات الثلاث الأولى تعزز القدرة على السيطرة الشخصية والاستقلالية، بينما العادات الرابعة إلى السادسة تساعد في تعزيز العلاقات التعاونية.

الهدَفُ الشَّامِل للكِتاب. :

الهدف الرئيسي من الكِتاب هو تمكين الأفراد ليكونوا أكثر فعالية في حياتهم الشخصية والمهنية من خلال تغيير العادات والتمسك بالمبادئ والقيم الأساسية التي تقود إلى النجاح. يرى كوفي أن الفعالية تعتمد على التوازن بين الأهداف الشخصية والعمل الجماعي، بين الإنجازات المادية والاستقرار النفسي، وبين التجديد الشخصي والإسهام الاجتماعي.
في النهاية، يوضح كوفي أن الطريق نحو النجاح الشخصي والمهني يتطلب التفكير بشكل استراتيجي، العمل بوعي، والتعاون بفعالية مع الآخرين مع الحرص على التجديد الذاتي المستمر.

تعليقات