كتاب "السِّر
كِتاب "السِّر" (The Secret). للمؤلفة روندا بايرن هو كتاب شهير يتناول مفهوم قانون الجذب، الذي يقوم على فكرة أن التفكير الإيجابي يمكن أن يغير الحياة ويجذب النجاح والسعادة. يركز الكِتاب على قوة الأفكار وكيف تؤثر على الواقع المادي، ويَعْرِض عدة آراء فلسفية وروحية حول كيفية تحقيق الأمنيات من خلال التركيز على ما نرغب فيه، بدلاً من الخوف أو التفكير السلبي.
إكتشاف السِّرْ، قانون الجَدْب:
إن كُلًّا مِنا یعمل بطاقة لا نهائیة ونرشد أنفسنا بنفس القوانین والطرق الرتیبة، والقوانین الطبیعیة للكون دقیقةٌ جداً، حیث أننا تمكنّا مِن بناء مركبة فضاء والوصول إلى القمر وبإمكاننا استخدامُ أجزاءٍ من الثانیة لتحدید الوقت.أینما كنتَ في هذا العالم، فإننا نعمل وفقاً لقوة واحدة و قانون واحد، إنه قانون الجذب!
كل ما یحدث في حیاتك، حتى وإن كنت تكرهه فإنك تجذبه! نعم.. إن الذي یجذب كل الصور والأحداث إلى حیاتك هو أنت!
وقانون الجذب هو القانون الذي یكمل الترتیب والنظام الكوني في كل لحظة في حیاتك وفي كل ما تختبر أو تكتشف مهما كان صغیراً بغض النظر عن ماهیتك أو مكانك فإن قانون الجذب یشكل خبرة حیاتك بأكملها.
حتى البابِلِیُون القدماء وحضارتهم العظیمة التي تم توثیقها بواسطة الدارسین؛ عرفوا أنهم استطاعوا أن یقوموا ببناء واحدة من أهم العجائب السبع في العالم وهي حدائق بابل المعلقة من خلال فهمهم لقانون الجذب وتطبیقاته استطاعوا أن یكونوا أحد أكثر الحضارات ثراءً على مر التاریخ.
وأبسطُ طریقة لفهم قانون الجذب، هي أن تتخیل نفسك مغناطیساً یَجذِب حوله الأحداث والصور، فمثلاً وفي أحیان كثیرة، تجد نفسك تفكر في فكرة سلبیة تكرهها، وكلما فكرت فیها أكثر زادتك غضباً واستیاءً وبدت الأمور أسوأ كثیراً مما كنت تعتقد في بدایة تفكیرك!.. كل هذا بدأَ بفكرة في ذهنك، وبدأت الفكرة تجذب نحوها الأفكارَ المُماثِلةَ لها لا شعوریاً، وفي خلال دقائق من بدء التفكیر في الفكرة السلبية، صار لدیكَ العدید من الأفكار التي لا تحبها وجعلتك ترى الأمر أكثر سوءاً مما تخیلت، وكلما فكَّرْتَ أكثر جذَبْتَ أفكاراً سلبیة مماثلة للفكرة الأولى في درجة السوء على اختلاف مضمونها.
وقانون الجذب لا یهتم بكوْنك ترى شیئاً ما جیِّداً أو سیئاً ولا یهتم بكوْنك شخصاً طیِّباً أو خبیثا، فقانون الجذب یرى الشيء نفسه فقط، الحدث فقط، بغض النظر عن كونك ترغب به أو لا ترغب به.
وعلیكَ أن تعلم أن ما تفكر فیه الآن هو ما سیُحدِّد مستقبلك وقانون الجذب ببساطة یعكس لكَ كل ما تركز علیه في تفكیرك ویُعیده إلیك لتراه حولك.. وبِتَغییرِ أفكارِك، بإمكانك تغییر أي ظرف حولك، وتستطیع تغییرَ حیاتكَ كلَّها بتغییر طریقة تفكیرك في الأشیاء. واذكر دائماً أن الأفكار تتحول إلى حقائق..
كیفَ نتحَكَّمُ في قانون الجذب؟.
إن الطریقة الوحیدة للتحكم في قانون الجذب هي التحكم في الأفكار، ولكن هل نستطیع فعلاً أن نقوم بالتحكم في أفكارنا ومراقبتها بشكل مستمر یوميا دون توقفٍ ولا راحة؟؟ أتَعلم أن العقل البشري تمر علیه یومیاً أكثر من ستین ألف فكرة، مما یجعل التحكم فیها مرهقاً ومستحیلاً، ولحسن الحظ فإن هناك وسیلة أسهل كثیراً للتحكم في الأفكار وهي المشاعر، فمشاعرنا تجعلنا نُدرك ما نفكر فیه وأَثَرُه علینا، والمشاعر نوعان إما مشاعر إیجابیة طیِّبة أو مشاعر سلبیة مؤذیة، وبالطبع فإنك تعرف الفارق بین الاثنین فأحدها یجعلك تشعر شعوراً جَیِّدا، و الآخر یجعلك تشعر عكس ذلك. ولعله من المفید والبدیهي أن تدرك أنه من المستحیل أن تحمل فكرة ایجابیة و مشاعر سلبیة، لأن أفكارك هي التي تتدخل في نوع مشاعرك، وعلیه فإنه بناء على قانون الجذب، فإن الأفكار الإیجابیة تَخْلُق لك مستقبلاً یرضیك بمَسارٍ یُسْعدك، فكلما شعرت شعوراً طیِّباً بواسطة أفكارك، فإنك تَجْذب إلیْكْ الأحداث الطیبة صاحبة نفس التردد الذي تحمله مشاعر السعادة وأفكارها والعكس صحیح.والآن لننظر بشكل أوسع وأشمل، فماذا لو كانت مشاعرك في الواقع هي وسیلة اتصال الكون حولك بك لتعرف طبیعة الفكرة في ذهنك؟ وتذكر أن أفكارك هي السبب الرئیسي في كل شيء، فعندما تفكر في فكرة سلبیة فإنها تُرسل فوراً إلى الكون المحیط بك، وهذه الفكرة تربط نفسها مغناطیسیاً بالأفكار صاحبة التردد المماثل، وخلال ثوان تقوم الأفكار بإرسال قراءة هذه الترددات إلى مشاعرك وترجمتها. حاول في المرة القادمة إن شعرت شعوراً سلبیاً أدى إلى عاطفة سلبیة أن تستمع للإشارة التي یرسلها إلیك الكون عبر مشاعرك، واعلم أنك في هذه اللحظة تحجب الخیر الذي تحتاج إلیه عن نفسك، لأنكَ على ترددِ موجةٍ خاطئ، یماثل ترددَ الأشیاء التي لا تریدها أن تحدث. مرت علینا جمیعاً أیام أو أوقات كانت الأحداث التي لا نحبها تحدث دُفعة واحدة بشكل متتالي، وهذا التسلسل المتتالي كان قد بدأ بفكرة في ذهنك بغض النظر عن كونك مدركاً لها أو لا، وجذبت هذه الفكرة أفكاراً مماثلة لها في التردد وعلى نفس الموجة، وبواسطة قانون الجذب تحولت الأفكار الى أحداث.
وبإمكانك أن تقوم بإرسال فكرة ذات تردد قوي إلى الكون بِحَیثُ تحمل الفكرة قدراً مركزاً من المشاعر الإیجابیة وسیعكسها لك الكون بقانون الجذب على هیئة أحداث طيِّبة تسعدك. بإمكانك أن تبدأ الآن في الشعور بالصحة وبالحب وكل الإيجابيات تلك ومع التركيز عليها ستنعكس على نفسك، وعلیه فإن لدیك القوة اللازمة لتغییر كل شيء لأنك أنت الذي یتحكم في أفكارك ومشاعرك وبالتالي تتحكم في كل ما یحیط بك. وهناك طریقة لتغییر ما تفكر فیه لحظیاً، ولتحویل الأفكار السلبیة إلى أخرى إیجابیة، خُدْ ورقة وقلماً، ثم رتِّب الأشیاء التي تحسن مزاجَك والتي تجعلك إذا فكرت فیها تشعر شعوراً إیجابیاً طیباً، ربما تكون ذكرى تحبها، أحداث طیبة تنتظر حدوثها في المستقبل، لحظات مضحكة مع الآخرین، الأشخاص الذین تحبهم ویؤثرون فیك بصدق، الطبیعة الخلابة، موسیقاك المفضلة، وتَنَقَّل بین الأشیاء بعد ترتیبِها لتجد أيّاً مِنها جعلتكَ تشعر شعوراً أفضل وركز علیها حتى تحجب تماماً الفكرة السلبیة ومشاعرها عنك، فستكون قد غیَّرتَ ترددَ مشاعركَ وأفكاركَ إلى تردد آخر یجلب السعادة ویجذب الأفكار السعیدة المماثلة في التردد إلیك.↚
نصائح استخدام قانون الجذب:
في بداية الأمر قد يبدو لك الأمر في غاية السهولة ، وأقرب إلى الخيال منه إلى الواقع ، الأمر الذي سيثير الشكوك في داخلك ولن يسمح لك بتطبيق الخطوة الثانية (الإيمان) .ولذلك ابدأ بطلب أشياء صغيرة ، كأن تجد مكاناً فارغاً لتركَن فيه سيارتك , أو أن تحظى بحظ جيد في لعبةٍ ما .
بَدْؤُكَ بالصغائر سيُنَمِّي لديك الإيمان بأن الأشياء الأكبر من الممكن أن تتحقق.
وحين تطلب شيئاً ما ، إياك واستخدام صيغة النفي في طلبك كأن تقول لا أريد أن أتأخر عن موعدي ف الكون يركز على الفكرة والفكرة هنا هي التأخير ..
استبدل ذلك مثلا بأن تجعل صيغة طلبك : أريد أن أصل باكراً .
عليكَ بالمُسَاعَدات. أشياء تعزز طلبك وتُثَبته كالتوقع ..
توقَّع ما تتمنى حدوثه فقط فالتفاؤل له تأثير كبير على حياتك حتى لو كنت لا تدركه الآن
وتذَكَّر دائماً أن تشعر بالامتنان ، اشكر الله على كل شيء جميل وجيد في حياتك.
ولتساعد شعورك بالإيمان بأن طلبك سيتحقق تخيَّل نفسك أنت وطلبك في جعبتك فالخيال ومنذ القدم هو أحد أقوى أدوات العقل البشري ، فكل اختراعات البشرية التي نستخدمها اليوم , ابتداءً بالكهرباء وانتهاءً بالجهاز الذي تتابعني منه الآن بدأت كفكرة في خيال أحدهم .
وفي الأخير، يشير الكِتاب إلى أن قوة العقل تمتلك قدرات هائلة يمكن أن نستخدمها لتحقيق أحلامنا وتحقيق أهدافنا. ويشجع الكِتاب القراء على استخدام تلك القوى الكامنة بشكل فعال من خلال التفكير الإيجابي والتركيز على الأهداف والامتنان، وبالتالي تحقيق النجاح والسعادة في الحياة.
إن الأفكار التي يحثنا هذا الكِتاب عليها وبرأيي فهي لا تكفي إن لم تقترن بالأفعال ، ولكن الأفعال يكون لها تأثيرٌ مُضَاعَف حين تقترن بأفكار إيجابية كالتي يحثنا هذا الكِتاب على التمسك بها فالأفكار التي تضَمَّنها هذا الكِتاب ساعَدت الكثيرين على تجاوز محناتهم ، فإيمانك بقدرتك على فعل شيء ما، يجعلك تَمضي قدماً تُجاهَهُ دون خوف أو تردد.